الدليل الآمن لاستخدام الطفل للتكنولوجيا copy
الأحد 13 ذو القعدة 1446هـ by ajjaj

الدليل الآمن لاستخدام الطفل للتكنولوجيا

لا يمكننا أن ننكر أن للتقنيات الحديثة والتكنولوجيا عدداً من الفوائد للأطفال، كتطوير مهارات البحث والتصميم، وتوسيع المدارك والمعارف، وتعلم اللغات وتنمية الذكاء والتفكير المنهجي عند استخدام بعض التطبيقات، ويرتبط تحقيق هذه الفوائد بكيفية توجيه الآباء للأطفال نحو استخدام هذه الوسائل بشكل سليم.

أما عدم المراقبة الأسرية لاستخدام الطفل للتكنولوجيا، أو الاستخدام المفرط للأجهزة والهواتف الذكية، فيمكن أن يؤدي إلى إصابة الطفل بضعف التركيز، أو الاكتئاب، بالإضافة إلى تأثر صحته وفقراته ونظره ومهاراته الذهنية. كذلك يمكن أن يؤدي إلى ضعف أدائه لواجباته المدرسية، واحتمال إصابته بالانعزال الاجتماعي، بالإضافة إلى تعرضه لقيم وأخلاقيات خاطئة، أو إصابته بالعنف السلوكي، خاصة عند إدمانه للألعاب الالكترونية.

لذا لابد من تفعيل دور الأسرة لمراقبة وحماية الطفل عند مشاهدته التلفاز أو استخدامه الهاتف الذكي وتطبيقاته والألعاب الإلكترونية أو عند دخوله إلى المواقع المختلفة على شبكة الإنترنت.

الدليل الشامل للمربين

وفيما يلي دليل شامل من خمس نقاط على المربين الانتباه إليها.

أولاً: مبادئ التربية التكنولوجية السليمة: 

فالتربية هي الأساس، وهي أهم من المراقبة أو المنع، والوقاية خير من العلاج، فلابد للمربي أن يؤسس طفله على مبادئ سليمة من المراقبة الذاتية وتقوى الله ​​​​​​​، فهذا واجبه ومسؤوليته وفي الحديث: ألا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ .

التربية التكنولوجية للأطفال مرحلة الطفولة هي مرحلة هامة تبنى فيها أسس السلامة النفسية، لذا لا بد من الاهتمام بها، والاستعانة بالتربويين، والمطالعة عبر الإنترنت والكتب لتعلم مهارات تربية الأطفال وكيفية التعامل مع فضولهم، وأسئلتهم المتعلقة بالحياة حولهم. فالعلاقة السليمة مع الطفل وشعوره بالأمان والانفتاح مع والديه يحميانه من إدمان التكنولوجيا، ويجنبانه محاولات البحث عن أجوبة أسئلته في الفضاء الرقمي المفتوح.

أفكار عملية:

  1. البعد عن القسوة في التربية، وإشعار الطفل بالأمان حتى عند ارتكاب الأخطاء مما يساعده دوماً على البوح والاستفسار عن كل ما يتعرض له دون كتمان.
  2. تربية الطفل على خصوصية جسمه، وبخاصة العورة وعدم كشفها للآخرين، سواء كان في الواقع أو عبر شبكة الإنترنت، بطريقة هادئة غير مخيفة. 
  3. عند اقتراب الطفل من البلوغ لابد من توعيته بشكل علمي بما يخص الثقافة الجنسية، وما يتعلق بتغيرات جسمه، فمن الأهمية بمكان أن تكون العلاقة بين الأهل والطفل علاقة ثقة متبادلة بحيث يجيب الأهل بطريقة صادقة وبسيطة ومريحة وعلى انفراد على كل الأسئلة المتعلقة بذلك بحيث لا يضطر الطفل للبحث لوحده.
  4. الاتفاق مع الطفل على أهمية اطلاع والديه على نوعية البرامج التي يشاهدها أو المواقع التي يتابعها، من خلال الأجهزة اللوحية أو التلفاز وحقهما في ذلك، وضرورة عدم إخفاء ذلك عنهما.

 التربية التكنولوجية السليمة للمراهقين:

لا بد للوالدين من تطوير مهاراتهما التربوية للتعامل مع هذه المرحلة الحساسة بشكل صبور وحكيم تجنباً لردات الفعل المضادة. حيث تزداد عند المراهق الرغبة بالشعور بالاستقلال والاعتماد على الذات والتعلق بالأصدقاء، ويمكن استثمار خصوصية هذه المرحلة بتعزيز مبدأ الشعور بتحمل المسؤولية أو بالحوار حول القيم الكبرى، والأهداف في الحياة، والحكمة من التشريع والحلال والحرام في ضبط المجتمعات، بالإضافة إلى الاعتراف بمشاعر المراهق واحترامها ومعاونته على تفهمها واعتبارها مرحلة طبيعية سيتجاوزها بالصبر والحكمة.

أفكار عملية:

  1. كما يهتم الوالدان لمعرفة أصدقاء ابنهما في الحياة الواقعية، فكذلك عليهما الاهتمام بأصدقائه عبر الإنترنت؛ والحوار معه حول وجود نوعيات مختلفة من الناس، وكيفية الاختيار الصائب، وأهمية أن يكون مدركاً لكيفية الحفاظ على شخصيته دون تأثر سلبي بأحد.
  2. على الوالدين أن يكونا قدوة في استخدام وسائل التكنولوجيا بشكل سليم، وتخصيص وقت ممتع للأسرة للنقاش حول ما يجري مع كل فرد منهم، وتوفير الشعور بالراحة للمراهق للتحدث عن مشاعره وآرائه.
  3. قد يعترض المراهق على مراقبة والديه وتدخلهما في شؤونه، لذا من المهم أن يخبراه أن لهما الحق في حمايته ونصحه، ويفضل إعطاؤه مقداراً محدوداً من الخصوصية بحسب عمره ودرجة وعيه، مع تفضيل استخدام التكنولوجيا في غرفة المعيشة ومنعها عن غرف النوم، والاتفاق على وقت وكيفية استخدامها وشرح مخاطرها بطريقة علمية.

ثانياً تحقيق التوازن بين حياة الطفل الاجتماعية واستخدامه للتكنولوجيا

لا ينبغي أن تطغى التكنولوجيا على علاقات الطفل أو نشاطاته أو حياته الطبيعية أبداً. 

أفكار عملية:

  1. تنظيم الوقت: بحيث يخصص وقت محدد لاستخدام الأجهزة ووقت للدراسة ووقت لممارسة الهوايات، ووقت مع الأسرة للقيام بالأنشطة والألعاب وتبادل الحديث الممتع، أو الذهاب في النزهات أو الزيارات العائلية.
  2. توفير الجو المناسب لمساعدة الطفل على الحفاظ على علاقاته الاجتماعية مع أصدقائه، بإيصاله لزيارتهم أو دعوتهم للمنزل، أو الخروج إلى الحدائق أو التسجيل في النوادي المختلفة.

ثالثاً العمل على تجنب وقوع الأطفال في الإدمان 

أكد الأطباء أن خصائص وآثار الإدمان على الانترنت تتشابه مع حالات الإدمان التي تسببها المواد الإدمانية المتعارف عليها كالمخدرات والكحوليات. وأقرت الجمعية الأمريكية للطب النفسي على وضع الإدمان على الانترنت من ضمن عناصر الإدمان الأخرى؛ وعرفته على أنه اضطراب يظهر حاجة سيكولوجية قسرية نتيجة عدم الإشباع من استخدام الانترنت ولحماية الأطفال والمراهقين من الوقوع فريسه هذا الإدمان إليكم بعض النصائح:

  1. لابد أولاً من أن يشكل الوالدان القدوة الحسنة في استخدام الكمبيوتر والإنترنت والهواتف بشكل معتدل. 
  2. الحذر من استخدام الهاتف أو التلفاز كوسيلة لإشغال للأطفال وتوفيرها لهم عند الضرورة فقط وبشكل منظم.
  3. توفير الأنشطة التقليدية كقراءة الكتب والرسم والتلوين ولعب الرياضة والأنشطة البدنية والنزهات، والحذر من اكتفاء الطفل بالألعاب الإلكترونية.
  4. تحديد ساعات استخدام الطفل للأجهزة الإلكترونية وفقاً لما جاء في توصيات منظمة الصحة العالمية: بألا يتعرض الطفل من عمر سنتين إلى 5 سنوات لأكثر من ساعة واحدة يوميًا، وألا يتعرض الطفل في عمر 5 سنوات فما فوق لأكثر من ساعتين يومياً أمام شاشات الكمبيوتر أو الهاتف الجوال أو التلفاز.
  5. تعليم الطفل قواعد الاستخدام الصحي للهاتف أو الكمبيوتر أو التفاز كالجلوس بشكل صحيح لسلامة فقرات الظهر والرقبة، والحفاظ على مسافة كافية مريحة للعينين .
  6. عدم استخدام الكمبيوتر كوسيلة تعليم بدون مراقبة الأهل، وتشجيع الطفل على حل دروسه بنفسه دون مساعدة الانترنت، وخصوصا عند شعور الأهل بإمكانية استخدام الأطفال الكمبيوتر للعب والتسلية بدل الدراسة.
  7. مراقبة سلوك ونفسية الطفل بشكل مستمر وملاحظة أي تغير ناتج عن استخدام الإنترنت أو الهواتف الذكية.

رابعاً تطبيق أسس الأمن السيبراني 

مع انتشار الجرائم الالكترونية في هذا العصر ازدادت أهمية الحفاظ على الأمان في الفضاء الرقمي بشكل كبير، لذا لابد من اتباع النصائح العامة التي يطلقها خبراء الأمن والتكنولوجيا مثل:

  1. تجنب زيارة المواقع المشبوهة، وتجاهل الرسالة البريدية مجهولة المصدر وعدم كشف أرقام الحسابات البنكية للمواقع غير الآمنة. 
  2. استخدام تطبيقات تمنع الطفل من الوصول إلى المواقع غير المستحبة أو مشاهدة مقاطع الفيديو التي لا تناسب عمره، مثل تفعيل ميزة البحث الآمن، واستخدام حساب العائلة على جوجل للإشراف على استخدام الأطفال للإنترنت.
  3. عند شراء جهاز إلكتروني للطفل، يقوم أحد الوالدين بإنشاء بريد إلكتروني لطفله وربطه ببريده، لسهولة التحكم فيه وحمايته.
  4. الحذر من مطابقة كلمة المرور للمعلومات الشخصية والحرص على أن تتكون من خليط من الأرقام والرموز.
  5. تفعيل المصادقة الثنائية لتسجيل الدخول أثناء إنشاء البريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، وهي ميزة أمان في غاية الأهمية.

خامساً : وضع قوانين أسرية للاستخدام التقني وتطبيقها

من المهم أن يتفق الوالدان مع الأطفال على أسس وقوانين عامة لاستخدام التقنيات، بحيث يشرحان أهميتها ويتابعان تطبيقها بشكل مستمر ودون تهاون، ومن هذه القوانين: 

  • الالتزام بالوقت المحدد لاستخدام الأجهزة التقنية.
  • عدم اصطحاب الهواتف المحمولة إلى الفراش.
  • الحفاظ على المعلومات الشخصية كعنوان المنزل أو كلمات السر، وعدم مشاركتها مع أي أحد.
  • عدم فتح أي رابط إلكتروني مجهول حتى لو كان من أحد الأصدقاء، وتفعيل ميزة البحث الآمن.
  • ضرورة الصراحة التامة والاستعانة بالأهل في حال تواصل مع الطفل أحد الغرباء أو تم اختراق حسابه أو تعرض للتنمر أو أي حدث مزعج أو مريب.

وتبقى التربية السليمة وغرس تقوى الله والثقة المتبادلة، أهم أسس الأمان التقني للأطفال في هذا العصر.1للاستزادة حول هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى:.2 حساب العائلة على جوجل للإشراف على استخدام الأطفال للانترنت https://families.google/intl/ar_ALL/familylink ..3مبادرة الأمن والأمان على الإنترنت، جامعة النجاح الوطنية https://safeonline.najah.edu/ar/#gsc.tab=0.4موقع منصة التعلم الرقمي للأونروا https://keeplearning.unrwa.org/safeonline/#faq_parents..5موقع منظمة الصحة العالمي https://www.aoa.org/news/clinical-eye-care/public- health/screen-time-for-children-under-5?sso=y ..

  • 1
    للاستزادة حول هذا الموضوع يمكن الرجوع إلى:
  • 2
    حساب العائلة على جوجل للإشراف على استخدام الأطفال للانترنت https://families.google/intl/ar_ALL/familylink .
  • 3
    مبادرة الأمن والأمان على الإنترنت، جامعة النجاح الوطنية https://safeonline.najah.edu/ar/#gsc.tab=0
  • 4
    موقع منصة التعلم الرقمي للأونروا https://keeplearning.unrwa.org/safeonline/#faq_parents.
  • 5
    موقع منظمة الصحة العالمي https://www.aoa.org/news/clinical-eye-care/public- health/screen-time-for-children-under-5?sso=y .