مقال 5
الثلاثاء 10 ربيع الأول 1447هـ by ajjaj

تربية الأبناء على التخطيط للنجاح

يخطف ناظريك ابنٌ يعتلي المنصة بثقةٍ؛ ليُكرَّم، وآخر يتفوق بمهارة على أقرانه، وثالث يُبدع في عرض موهبتهِ، ورابعٌ وخامسٌ… قائمة من النَّاجحين وَدِدتَ لو كان ابنُك أحدَهُمْ.

النَّجاح كلمةٌ رنَّانةٌ لها وقعها على القلوب، ويحلو وقعُها حين يُنسب النجاح لفلذة كبدِك، وثمرة فؤادك: لابنك أو ابنتك. 

ومـمَّا لا شكَّ فيه لكل أبٍ عاقلٍ وأمٍّ ناصحةٍ أنَّ النجاح الذي ينشدونه في أبنائهم، ويرغبون فيه ليس طريقه التواكل، أو ترك تنشئتهم للظروف والبيئة المحيطة، فإنَّ “تربية الأبناء في نطاق السهل الممتنع، فهي أهم وأصعب من أن يستهان بها، وتترك للظروف، وهي في الوقت نفسه أسهل وأبسط مِنْ أن تثار حولها المخاوف فتُزاد تعقيدًا”1سماح المزيَّن: هل تحتاج تربية الأبناء إلى خطة تربوية مدروسة؟. مقال منشور على الانترنت.، وهذا يستدعي من الوالدين التخطيط الجيِّد لاستثمار طاقات أبنائهم فيما يوصلهم للنَّجاح، ويرقى بهم سلالِمهُ. 

تتناول هذه المقالة مفهوم النَّجاح الذي نهدف لتربية أبنائنا عليه، كما ستقترح جملة من الوسائل التي تعين الآباء والأمهات على التخطيط الجيِّد لنجاح أبنائهم، وتعرِّف بأهمِّ المفاهيم الأساسية للنجاح، التي لو نجح الآباء في تربية أبنائهم عليها؛ فقد هيَّأوا لهم الأرضية التي يُشيدون تميَّزهم عليها إذا كبروا.  

مفهوم النَّجاح:

أن تكون ناجحًا يعني: أن تُجِيد إدارة حياتك بفاعلية، وحين نقول حياتك، فإنَّا نقصد ألا تشهد الحياة اختلالًا وعدم اتِّزانٍ، فمن تراه يجيد التعامل المهنيَّ، لكنْ تسوء أخلاقه وطباعه مع زوجته وأولاده؛ ما حقَّق النجاح؛ وإن بدا في أعين الكثير كذلك. ومن لم تصلح حياته مع مولاه في فرائضه ونوافله مع أنَّ حياته الأكاديمية والتعليميَّة متميَّزة؛ فإنَّه إنَّما يعرج في نجاحه؛ وإن بدا للناظرين سليمًا صحيحًا.

أن تُربِّي ابنًا ناجحًا يعني أن تربِّي ابنًا يجيد التعامل مع مختلف أدواره الحياتية، في البيت، في المدرسة، في الحيِّ والشارع، في المدرسة والمسجد … هكذا فليصنع النّجاح، وهكذا فليُخطَّط له، ولا ضير في أن يبرز الابن في دورٍ دون دورٍ، بروزًا لا يفشل فيه مع باقي الأدوار المناطة بهِ.

أهمُّ مهارات التخطيط للنَّجاح:

انطلاقًا من ذلك كان لزامًا على الوالدين أن يعرِّفا أبناءهم أهمَّ المهارات الأساسية التي بها يخطِّطون لنجاحهم، فإنَّهم بغير هذه المهارات والأدوات تختلُّ عندهم عجلة التوازن في أدوارهم الحياتية، ويقعون فريسة التصوُّر المغلوط عن النَّجاح، أو الغفلة عن أهدافهم نتيجة الكسل واللامبالاة وعدم التخطيط الجيِّد للنَّجاح، وسنتناول أهم مهارتين من مهارات التخطيط للنَّجاح يجدر تدريب الأبناء عليها:

1. إدارة الوقت:
لا تسل عن كمِّية الأوقات المهدرة لأبنائنا أمام شاشات التلفاز ووسائل التواصل الاجتماعي، وبنظرةٍ خاطفةٍ لإعدادات الأجهزة المحمولة لمدة استخدام الجهاز؛ يتجلَّى كارثةُ ما يُهدر من أوقات أبنائنا على متابعاتٍ -إن لم تكن حرامًا؛ فإنَّها على أقلِّ تقديرٍ من اللغو المثبِّط عن معالي الأمور، والتفاهاتِ المتفنِّنة في تضييع الأوقات-، ولا يُنكَر وجود نماذج نفاخر بها في استثمار تلك الأجهزة في المفيد النافع، لكنَّا نخبر بما عمَّت به البلوى، وهنا يأتي دور الوالدين في تربية أبنائهم على إدارة أوقاتهم فإنه أولى مفاتيح الوصول للنجاح، ويُنصح الآباء في هذا الدور بما يلي:

  • تكرار الحديث بوسائل متعدِّة عن الوقت وأهميَّته، تارةً بالحوار، وتارةً بالقصة، ومرة بضرب النماذج وحكاية أحوال الناجحين الذين استثمروا أوقاتهم.
  • إبراز النماذج ذات الإنجاز والتميُّز، واستعراض كيف استثمروا أوقاتهم في التدريب والتعليم للوصول للنَّجاح.
  • وجود نظام واضح ومحدَّد يُعَوَّد عليه الأبناء لِينظِّم لهم أوقاتهم، وإن بدا التذمُّر منهم والغضب؛ فسرعان ما يألفونه، ويصبح أحد القوانين التي لها اعتبار في جدولهم اليومي، مثل أوقات النوم، والصلوات، والمذاكرة، وغيرها.
  • تدخُّل الوالدين مع كمِّيَّة الوقت المهدرة من الأبناء بغير فائدةٍ، أو حال تجاوزهم الحدود الزمنيَّة المتَّفق عليها في استخدام وسائل الترفيه، واللَّعب، أو مع اجتماعهم بأصدقائهم، ولا بأس من المرونة والحكمة وتقدير الموقف بما يناسبه.
  • تدريب الأبناء على تحديد الأولويات كجزء من تنظيم الوقت، وذلك بالتركيز على المهام والأعمال الضرورية الأول فالأول، والأهم فالأهم؛ هذا التدريب مهمٌّ للأبناء ليتمكنوا من ربط إنجاز مهامهم بالوقت المتاح لهم، هذا التدريب على إدارة الأولويَّات مفتاحهم لإدارة أوقاتهم، وتحسينٌ للإنتاجية الموصلة للنجاح مستقبلًا.

نموذج مبسَّط لمصفوفة شهيرة تستخدم إدارة الأولويات هي مصفوفة أيزنهاور، يمكن أن ينطلق منها الوالدان في إسقاط الممارسات اليومية لأبنائهم، على المصفوفة، ثم توجيههم لطريقة التعامل 2ستيفن كوفي: الأمور الأهم أوَّلًا، ص1..

2. إدارة الأهداف
لا يمكن أن يصل المرء للنَّجاح بغير أهدافٍ يسعى لها، وإنَّ كثيرًا من الفرص تذهب على أصحابها؛ نظرًا لأنهم لم يجيدوا تخطيط ولا إدارة أهدافهم التي يطلبونها لمستقبلٍ دراسيٍّ أو مهنيٍّ أو غير ذلك.

حين ننجح كآباء في توجيه اهتمامات أبنائنا مبكِّرًا، وإعانتهم على التخطيط لأهدافهم؛ نكون قد اختصرنا عليهم وعلينا كثيرًا من التِّيهَ والضياع الذي يعانيه مَن يفقد بوصلة الأهداف مِن حياته، وتلك مأساةٌ ربَّما أفاق عليها الآباء والأبناء متأخِّرًا وقد فاتهم الكثير من الفرص، فإنَّ “مَن يمتلكون القدرة على تحديد أهداف كبيرة، ويخطِّطون من أجلها؛ هم أصحاب طموح كبير”3أحمد النعيمي: تربية الأبناء على الطموح، مقال منشور على الانترنت..

  وحتى ننجح في إدارة أهداف أبنائنا؛ ننصح بما يلي:

  • الانطلاق من أمنيات الأبناء ورغباتهم المستقبلية في تحديد أهدافهم، لا أن نقولِب مجموعة من الأهداف هي في الحقيقة أهدافنا نحن، لا أهدافهم هُم، ولا يمنع ذلك أن نوجِّههم للالتفات لأهدافٍ ربَّما كانت غائبة عنهم، أو غير مدركين لها بحكم طبيعة مرحلتهم العمرية، وفي إطار ضيِّقٍ نلزمهم بها كونها من المصلحة الراجحة شرعًا وعُرفًا.
  • وإن بدت أهداف الأبناء عمومًا متشابهة بالصورة والشكل العام؛ كونها تدور غالبًا حول الحاجات والأفكار والرغبات أو الثقافة المشتركة بينهم، إلا أنَّه من المهمِّ أن ينتبه الوالدان للفروق الفردية في مستويات الأداء من ابن إلى آخر، وهي تختلف من طفلٍ إلى طفل، ومن بيئةٍ إلى بيئة، وهنا يأتي دور الوالد المربي الذي يجيد توظيف قدرات كلِّ ابنٍ في الوصول لأهدافه. 
  • تعليمهم التخطيط الجيِّد للأهداف بأن يدِّربهم على مواصفات الهدف الذّكيِّ بما يناسب فهمهم وتفكيرهم، فيرسم معهم الأهداف: المحدَّدة، القابلة للقياس، الممكنة، الواقعية، والمحدَّدة بزمن، منطلقًا من أنشطتهم اليومية البسيطة مدرِّبًا على إسقاط هذه المعايير عليها، وتلك خطوة مهمة لتربية الأبناء على التخطيط للنَّجاح.

الخطوات العملية مع الأبناء للتخطيط للنَّجاح4بعضها بتصرف من سماح المزيَّن: هل تحتاج تربية الأبناء إلى خطة تربوية مدروسة، مقال منشور على الانترنت.:

   وهو الجزء العملي الأهم في هذه المقالة، وفيه نوجِّه الوالدين للخطوات العمليَّة للتخطيط مع أبنائهم للنَّجاح، وتتمثَّل فيما يلي:

  1. دراسة الظروف المحيطة الداخلية والخارجية للأبناء، يعقبها تذليل الصعوبات التي تكون سببًا في منعهم من التخطيط للنَّجاح، كالرِّفقة، ووسائل التواصل، وطبيعة المشاغل داخل البيت، واستقرار الحياة الأسرية بين الوالدين، والتفاهم بينهما فيما يريدونه من الأبناء. 
  2. تحديد نوع الخطة، ووضع عنوان واضح ومحدد لها، مثل: خطة إتمام عشرة أجزاء في الإجازة الصيفية، أو خطة إكساب مهارة تصميم العروض التقديمية عبر الباوربوينت، وغيرها. 
  3. ملخَّص يحمل أهم مبادئ وقيم الأسرة ورؤاها المستقبلية لكل ابن على حدة، يبرز في مكان واضح أمام نظرهم جميعًا؛ ليكون دافعًا لهم نحو النّجاح، وعونًا لهم مع باقي إخوانهم.
  4. تحديد وقت التنفيذ ومكانه: ففي خطة إتمام عشرة أجزاء في الإجازة الصيفية يكون مثلًا مكان التنفيذ مسجد الحيِّ، أو التسميع عند الشيخ فلان، ووقت التسميع بعد العصر مثلًا، ويستعين الوالدان بالجداول ذات الأشكال والتصاميم الجاذبة لتعليقها على غرفة الابن أو في صالة المعيشة.
  5. تحديد استراتيجيات التنفيذ: وهنا ترصد الأنشطة والمهام المطلوب من الابن القيام بها للوصول لهدفه، ويفضَّل مناقشة هذه الأنشطة في جلسة عصف ذهني واستمطار للأفكار مع الابن؛ ذلك أدعى لقناعته بالتنفيذ، أو اقتراحه لوسائل يحبُّها، ولا ينبغي للوالدين أن يلزما بوسيلة معينة ما دام الوصول للهدف صحيحًا، بالمعايير التي يتفقان عليها مع الأبناء، وذلك كأن يختار الابن أن تكون الحلقة أون لاين وليس حضوريًّا.
  6. اقتراح وسائل التعزيز والتحفيز: فإنَّ النفس البشرية تحبُّ من يقدِّر نجاحها، ويثمِّن جهدها، وحتى نضمن مسيرة النَّجاح بخطواتٍ متواصلةٍ؛ يجدر أن نعزِّز بالكلمة، ونحفِّز بالثناء، ونقدِّر بالهديَّة، ولا يشترط أن تكون كلُّ وسائلنا حسيَّةً، بل التنويع مطلبٌ، رسالة ثناء تُعلَّق على غرفة الابن، أو حفل تكريميٌّ يقام له أمام العائلة والأقارب، أو دعوة أصدقائه لمجلس البيت وضيافتهم، وهي دعوةٌ للتجديد في وسائلنا التحفيزيَّة.
  7. تصميم نموذج للمتابعة والتقييم والتقويم: وذلك عبر جداول وملصقات يتابع فيها الوالدان مهامَّ الأبناء، أو يقوم الأب بوضع إشارة تشير إلى إنهاء المهمَّة المطلوبة منه، هذه الجداول -لا سيَّما في المراحل العمرية الأولى- تجعل من أداء الابن ملحوظًا للتقييم والمتابعة، ليستدرك التقصير الحاصل منه في مهامِّه، وليكون محفِّزًا حال تميُّزه لباقي إخوانه على الإنجاز. 
  8. تقديم البدائل والنصح في حالات الطوارئ والتعثر: وهذا من الدور الإرشادي التوجيهي الذي يقدِّمه الوالدان للأبناء، بأن يرشدا للطريقة الأمثل لاستدراك التقصير في أداء المهام، بأن يدلَّانه على وسيلة أخرى، أو يعيدا النظر في معايير الأهداف، وغير ذلك.

عقبات في طريق تربية الأبناء على التخطيط للنَّجاح:

هي عقبات نوردها لا لتخور عزائم الآباء في تربيتهم لأبنائهم على النَّجاح، وإنما ليتنبَّهوا لها ألا تكون صوارف عمَّا يريدون تحقيقه معهم، فربَّ عائقٍ منها منع همَّةً، وأقعد عزمًا، وثبَّط مجتهدًا، ومن تلك العقبات: 

  • ضعف دافعية الأبناء نحو النَّجاح، وهو أمرٌ طبيعيٌّ في البدايات بحكم المرحلة العمرية، وميل الأبناء للرَّاحة واللَّعِب، فَلْيأخذهم بالحكمة واللِّين، والترغيب والتحبيب، وليبذل لهم من وقته ما يشجِّعهم، وليتخوَّلهم بالتوجيه والنصح والتحفيز، ولا ييأس، ولا يملّ منهم، فإنَّ الله  لا يملّ؛ حتى تملُّوا5أخرجه النسائي، من حديث عائشة، رقم (761).. 
  • النماذج التافهة المصَّدَّرة على وسائل التواصل على أنها رموز للنجاح، وللأسف مثل هذه النماذج تحصد أعلى المشاهدات، مثل: تحديات الطبخ، والمقالب، ومقاطع تقليد الحركات، والفرق الموسيقية والغنائية، وغيرها من النَّماذج التي يتقزَّم معها طموح الأبناء؛ لما يرون من البهرجة والإبهار، والأرقام الخادعة للمشاهدات والاشتراكات، وهم بفطرتهم لا يدركون أنَّ إغراقهم في متابعة أمثال أولئك؛ تعميقٌ للتفاهة الصَّارفة عن معالي الأمر، وهذا يستلزم من الوالدين تحجيم مشاهدات أبنائهم للتافهين، وإبراز القدوات الحقيقة للنَّاجحين، في شتَّى المجالات التي يُفيد منها الأبناء.  
  • ضعف شخصية الأب، وكثرة انشغالاته؛ مِمّا يضعف متابعة إنجاز الأهداف، وما يتبع ذلك الانشغال من قلة أوقات الجلوس مع الأبناء، وانعدام أوقات الأسرة التي معها يكون التحفيز، والتوجيه، والحوار حول واقعية الأهداف، والتدرُّج فيها، وكيف يصلون إليها، والأسئلة المفتوحة عما يريد أن يكون عليه الابن في المستقبل، وجلسات النقاش والحوار حول المهن والشخصيات التي تعجبهم، وهنا تأتي أهمية استكشاف مواهب الأبناء من خلال هذه الجلسات والحوارات.

ممنوعات مع تربية الأبناء على التخطيط للنَّجاح:

  ينبغي التنبيه على بعض الممارسات من قِبل الآباء والأمهات حين يربُّون أبناءهم على التخطيط للنَّجاح، فمن ذلك:

  • خلوِّ حياة الأبناء من الهدف والطموح: إمَّا بدافع ألا يضغط عليهم الوالدان، أو ليعيشوا طفولتهم، وسيتعلَّمون إذا كبروا، وهذا وأْدٌ للنجاح في مهده، “فإنَّ الطفل الذي لا يملك هدفًا لحياته، وطموحًا يوجِّه غاياته، ورغباته، وتصرفاته؛ يعتبر أكثر هشاشةً نفسيَّةً، وأقلَّ قدرة على مواجهة الحياة بظروفها ومصاعبها”6سامي بلال: أهمية الأهداف والطموحات في حياة الطفل، مقال منشور على الانترنت.، وبخلوِّ حياة الأبناء من التخطيط تنشأ سلوكياتٌ غير مقبولةٍ، وتنمو بعض الصفات السلبية، كتملُّلِه الدائمِ من الأنشطة التي يمارسها، وشعوره بالفراغ، وضعف شخصيته، فهو لا يجد في نفسه شخصًا مؤثرًا وفعالًا، له قيمةٌ في محيطه، ويتعلَّم الكسل واللامبالاة لعدم وجود أهدافٍ يوجِّه اهتمامه نحوها، إلى غير ذلك من العادات السيِّئة، كالاتكالية، وعدم تنظيم أوقات النوم، وغيرها، وهي صفاتٌ غير مستحبة لا يرغب أحدٌ بوجودها في طفله، وإنَّما نشأت بإهمال الوالدين. 
  • فرض مستوىً من الطموح دون قناعة الأبناء، نحن “واجبنا مساعدة هذا الطفل أولاً على اختيار أهدافه التي تتلاءم مع إمكاناته وميوله من جهة، وتحقِّق له النجاح والرضا في المستقبل القريب والبعيد من جهة أخرى”7سامي بلال: أهمية الأهداف والطموحات في حياة الطفل، مقال منشور على الانترنت.، والحوار في جوٍّ مفعمٍ بالدفء والحنان يوصل لتلك القناعات.
  • المقارنة بالغير: كثرة مقارنة أبنائنا بغيرهم ولو كانوا من النَّاجحين تؤثِّر في ثقة الأبناء بأنفسهم، وفي احترامهم لذاتهم، وفي إحساسهم بالمسؤولية الذاتية، والشعور بالاستقلالية، “وبغياب الثقة بالنفس، واحترام الذات، والشعور بالاستقلالية والمسؤولية؛ فإن الحديث عن الطموح، سيكون مجرد أمانٍ فارغة”8أحمد النعيمي: تربية الأبناء على الطموح، مقال منشور على الانترنت..

خاتمة: نجاحنا في تربية أبنائنا على التخطيط للنَّجاح إنَّما هو في إكسابهم الطموح أوَّلًا، وهو عملية شاقةٌ -ولا شكَّ-، وتحتاج إلى صبرٍ، وإذا كان الوالدان لا يمتلكان الصبر على تحقيق هذا الهدف؛ فكيف يتوقَّعان من الأبناء النجاح في ذلك.

واجبنا تجاه الأبناء حين نربّيهم على التخطيط أن نشجِّعهم على المضيِّ قدُمًا لتحقيق أهدافهم، وأن نحفِّزهم للطموح دون أن يرجع بأثرٍ سلبيٍّ عليهم، أو يقتل فيهم الإبداع، أو يسلب منهم الشغف والرَّغبة فيما فيه اهتماماتهم، أو يجعلهم مجرَّد روبوتات تنفِّذ ما بُرمجت عليه، استخدموا أيها الآباء أساليب الترغيب كالمكافأة عند تحقيق أيِّ تقدُّمٍ، أو نجاحٍ، وافخروا بإنجازات أبنائكم.

ابحثوا عمَّا يحفِّزهم، ولاحظوا وتابعوا، “فالملاحظة الدقيقة، والمتابعة الجيِّدة من أهمِّ عوامل نجاح تنفيذ الخطط على أرض الواقع، وتحقيق الأهداف، ولا يستطيع المربي ذلك إلا بالصبر والنفس الطويل، وأن يلغي من قاموسه كلمات قصيري الأنفاس، مثل: (لقد تعبت وضجرت من الأبناء، ولم أكن أحسب أنّ الأمر بهذه الصعوبة، إلى متى سأظل أربِّي؟ متى يتخرج الأبناء وأرتاح منهم؟)، وليتذكر قول الله تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا [طه:١٣٢]9سحر شعير: التربية الناجحة عمل يحتاج إلى تخطيط.، أصلح الله لنا ولكم الذريَّات، وبلَّغنا فيهم ما نرجو ونؤمِّل.

  • 1
    سماح المزيَّن: هل تحتاج تربية الأبناء إلى خطة تربوية مدروسة؟. مقال منشور على الانترنت.
  • 2
    ستيفن كوفي: الأمور الأهم أوَّلًا، ص1.
  • 3
    أحمد النعيمي: تربية الأبناء على الطموح، مقال منشور على الانترنت.
  • 4
    بعضها بتصرف من سماح المزيَّن: هل تحتاج تربية الأبناء إلى خطة تربوية مدروسة، مقال منشور على الانترنت.
  • 5
    أخرجه النسائي، من حديث عائشة، رقم (761).
  • 6
    سامي بلال: أهمية الأهداف والطموحات في حياة الطفل، مقال منشور على الانترنت.
  • 7
    سامي بلال: أهمية الأهداف والطموحات في حياة الطفل، مقال منشور على الانترنت.
  • 8
    أحمد النعيمي: تربية الأبناء على الطموح، مقال منشور على الانترنت.
  • 9
    سحر شعير: التربية الناجحة عمل يحتاج إلى تخطيط.